باعوا بالميت وطلعوا ميتين أبونا أعرف أصل المثل

وعلى ذلك فإن العادات والتقاليد بين الشعبين تكاد تكون متشابهه، ونجد بعض التعابير المصرية شائعة فى السودان، والعكس صحيح نجد بعض التعابير السودانية شائعة عند المصريين، ولا أحد يستطيع أن يفرق أي التعابير مصرى، وأيها سودانى، حتى يبدأ البحث عن أصل التعبير، وينتشر بين المصريين تعبير مثل باعوا بالميت، ولا يعرف الكثير أن هذا التعبير أصله سودانى، ويُحكى أن فى قديم الزمان، وقبل قيام الثورة المهدية فى السودان، كان من عادات السودانيين، دفن الموتى من أكابر العائلات السودانية داخل منازلهم، ولكن عندما يريد الورثة بيع المنزل لأحد الأسباب، كانت توجد عقبة أمامه، وهى إخراج جثة الميت من المنزل، حيث يًحكى أنها تحتاج لطقوس معينه مكلفة جدا، فلا يعرف الوريث كيف يتصرف ، وخصوصا إذا كان غيرقادر على تحمل تكاليف إستخراج الجثه، فلذلك كان يلجأ إلى بيع المنزل بالميت المدفون به، وبسعر أقل بكثير عن السعر الأصلى، وفى هذه الحالة يقول الناس باعوه بالميت، وأصبح التعبير يطلق على كل بيعه بها خسارة كبيرة.

قد يعجبك أيضا : حكايات ناظر المحطة : حلم الدهابة

التعبير أيضا أصله سودانى ومرتبط بالتعبير السابق، ويًحكى أن بعد قيام الثورة المهدية فى السودان، أرد أحد الخلفاء إلغاء هذه العادة، وهى عادة دفن الموتى بالمنازل، والإلتزام بالعادات الإسلامية، فأنشأ مقابر خاصة بالمسلمين، وأمر عماله بإستخراج جثث الموتى من المنازل ودفنهم بالمقابر التى خصصها لدفن الموتى، ولكن كنوع من المجاملة أمر بتحويل بعض منازل كبار المشايخ إلى مقابر حتى لا يضطر إلى إخراج ميتينهم من منازلهم، فأحدثت هذه المجاملة فتنه بين السودانيين، وإستنكرت باقى العائلات كيف يهينوا موتاهم، ويخرجوهم من بيوتهم، وإنتشرالغضب بين السودانيين، والسبب إخراج موتاهم، وإنتشر تعبير طلعوا ميتين أبونا، أو طلعوا ميتينا، وإرتبط التعبير بالظلم، أو إجبار أحد على فعل هو غير راضى عنه